
جلست قرب نافذة غرفتي الصغيرة المطلة عل قمر حزين ونجوم بائسة ,,
وبدت السماء وكأنها مجلس عزاء يملاءه صياح ونياح قد شق سكون الليل ,,
وألبسه حلة جديدة من السواد القاتم الكئيب ,,
سئمت ذاك المشهد الأليم ,, فانتقل نظري الى الارض ,,
بحثت عن الجمال في السماء فوجدته جمالا باهتا و وجوها شاحبة أصابها
تعب السنين الماضية ,,
بدأت أفكر في مدى جرحها العميق ,, لازال عميقا ومؤلما ,,
لم تسمح له الظروف أن يلتئم ويطيب ,,
كم وددت أن أمسح صورة الحزن من على عيناها ,,
ليتني أستطيع مد يداي اليها معانقا ,, مزيلا آثار الحزن والكآبة ,,
لأنظر الى بدر مبتسم ونجوم ضاحكة ,, ترسم ابتسامة طويلة على محيى كل من يراها ,,فتبقى خير أنيس لخير البشر ,,
هؤلاء اللذين من أرهقتهم هموم الارض و توجهوا نحو السماء يرتشفون روح الحياة والتفائل من جديد ,,
لتمضي بهم الارض مرة أخرى الى مشاغل لا تنتهي سالبة منهم طاقة الحياة ,, وتمتص منهم صحة العمر ,, ليغدون بعد حين كهولا ضعفاء يبحثون ويطلبون الحنان والحب ليعيدهم شبابا أقوياء ,, لكن العمر يمضي نحو الامام دائما ,,
ولن ينظر للوراء أبدا ’’
هناك بشر آخرون سيحلون مكانهم ,,
هناك طفل رضيع يود أن يصبح صبيا يمشي بقدميه ويلعب ويلهو ,,
وهناك صبي يحلم لو يستيقظ شابا يافعا يبحث عن أهدافه وطموحاته ولدية طاقة عقلية وجسمية عالية يبني بها آماله وأحلامه,,
هناك الشاب القوي الذي خارت قواه وبدأ يضعف ليمسي شيخا هزيلا ليس لديه سوى سجادة وسبحة يتعبد فيها ,, ويعد أيامه الباقية وهو يرتقب في خوف مرير ساعة الفراق ,,,
الان ,, وبعد نظر عميق للسماء أدركت الحياة بقوانينها الثابتة ,, ونواميسها الصارمة التي تمشي عليها أقدار الجميع,,
,,أحبكِ ,, نافذة غرفتي الزهرية الصغيرة ,,
لأنكِ تطلين على حياة الارض في السماء
